إن التقاطع، الذي يرمز إلى عبور المسارات والخيارات المتعددة والمسارات الممكنة، هو مصدر إلهام وتفكير للعديد من الفنانين المعاصرين. ومع ذلك، في مجتمع اليوم، حيث وصلت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرقمنة إلى أبعاد غير مسبوقة، تصبح فكرة الاختيار ذاتها غير مؤكدة، بل وحتى وهمية.

الإنسان 2.0 يُعلِّمنا عن تقاطع الطرق الذي نجد أنفسنا فيه: العالم التناظري السابق، والعالم المعاصر شبه الافتراضي، وعالم المستقبل، عالم تحول تكنولوجي جديد.

نحن نشهد تشكيكا في إرادتنا الحرة، بينما يبدو أن التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي يتخذان قرارات نيابة عنا. هل نواجه حقا خيارات أصلية، أم أننا بالأحرى نتعرض لبرمجة خوارزمية غير مرئية؟ يسود الالتباس وندرك أن خياراتنا غالبا ما تتأثر، بل ويتم التلاعب بها، بقوى خارجة عن سيطرتنا.

في نسختها الثالثة، تدعو جائزة المستقبل الفنانين للتفكير في علاقتنا بالتكنولوجيا ومكانتها في حياتنا. لقد عرقلة رقمنة العالم أنماط حياتنا وتفاعلاتنا الاجتماعية، ولكن بأي ثمن؟ هل فقدنا حريتنا في اتخاذ القرار وقدرتنا على اتخاذ خيارات مستقلة؟ التقاطع الذي كان في يوم من الأيام مفهوما يدل على الحرية والاختيار، أصبح مكانا يتم فيه تحديد الاتجاهات بواسطة الآلات والخوارزميات.

هذه النسخة الجديدة من جائزة المستقبل هي دعوة للاعتراف بأهمية اختياراتنا والحاجة إلى استعادة سلطتنا في صنع القرار قبل فوات الأوان. ندعو الفنانين لتقديم رؤيتهم الخاصة للتقاطع من خلال صورهم، من أجل تقديم قراءة مبتكرة وملهمة لعلاقتنا المعقدة بالتكنولوجيا والخيارات التي تحدد حياتنا.